مسافة من الدمع ...

هي – عندما اتيت .. حضنتك بلهفة صحراء فاجأها المطر بعد غياب طويل .. ولكن ..
هو- .............!!؟
هي – لماذا بقيت صامتا مثل لغة ميتة .. ؟ لماذا وذاكرتي دمرها صمتك القاتل ..؟!
هو- ................!!
هي- ويوم أعلنت رحيلك انتحبت مثل ارملة فقدت آخر أولادها .. بعد ان كانت سيدة البيت والزّمن ..
هو ـ...............!!!
هي ـ كنت قريبا مني على مرمى دمعة .. وأصبحت بعيدا على مرمى عمر...!
هو ـ .............؟!
هي ـ نعم .. كان قلبي فسيحا مثل قلب غجرية عاشقة .. ولكنني انزويت داخل ضفاف نفسي .. احمل ترمّلي   وحزني الذي انتصب امامي كأشجار خرافية ..
هو ـ....................!!!؟
هي ـ حاولت .. حاولت كثيرا الخروج من شواطئك .. ولكني وجدت نفسي اتجه باتجاه مضائق لا اعرفها         .. وكنت اسير بخطوات جنرال متقاعد منذ عدة قرون ..
هو ـ ...................؟!
هي ـ  كانت تصهل في أعماقي اجراس ماض ٍ سحيق .. وأسمع أصوات طيور غامضة .. متجهة نحو    أزمان لم تأت بعد..
هو ـ............!!!
هي ـ وتحوّل الزمّن أمامي الى كتلة من الغبار داخل نسيج عنكبوتي..
هو ـ.............؟!
هي ـ لم يعد بيني وبين العالم إلا مسافة من الدمع .. وبدأ الليل يحتل المدينة بذخيرته الشاسعة من العتمة..
هو ـ................!!
هي ـ وأصبحت هائمة في كل الجهات.. كجندي ترك وحيدا في ساحة المعركة .. او مثل غيمة محروقة   ألقيت فجأة على الرصيف ...
هو ـ ................؟!
هي ـ وتذكرت فرح الزمّن الأول .. عندما تعانقنا كموجتين من الماء .. وجلسنا على جناح غيمة زرقاء ..  تحوطنا النوارس وأعشاب البحر..
هو ـ ................؟
هي ـ كانت الاشياء حولنا تلبس عذوبتها الاولى مثل نبع صخري..
هو ـ ................؟!
هي ـ وكنت قد أعددت لك حقائبي المليئة بالاساور .. بعد أن ملأتها بالموج الأزرق بلون السماء...
هو ـ ..............؟
هي ـ كم تمنيت ساعتها أن أرحل في قضاء الأحداق التي لم تمطر غيومها بعد .. وأعلن العصيان المسلح .. ولكن ..
هو ـ ...............؟؟
هي ـ فجأة إنتصب أمامي سؤال مثل عمود من الملح : منْ .. وأين أنا ..؟!
هو ـ ..............؟!
هي ـ وأحسست كأنني أقود قطارا يمضي بسرعة مذهلة .. باتجاه مدينة غير موجودة على خارطة الكرة   الأرضية ..
هو ـ .................!!!
هي ـ وتصاعدتْ احلامي على شكل غيوم حبلى بأمطار عزَّ عليها السقوط..
هو ـ ...................؟!
هي ـ وأعلنت أنني امرأة فقدت ذاكرتها .. وراحت تفتش عنها بين عصور مضت .. منذ عصور ..
هو ـ ................!!؟
هي ـ أخيرا .. وقفت على حافة الكون .. وحيدة .. وحيدة .. وحيدة حتى الموت ..
هو ـ ............!!!

هي ـ .................؟!

 

هي -............!!
هو _ أنت بالضبط ألموجة التي إنتظرت وصولها طويلا لتحملني الى شواطئ أخرى حلمت بها منذ زمن بعيد
هي _ .......!
هو – نعم .. انت بشارة الفرح .. ووردة الحلم الآتي ...
هي-.................!!!

الرئيسية