عندما أتيت
هي- ومنذ زمن بعيد .. بعيد جدا .. منذ بدأت أكتشف ان الازدواجية هي طابع الاشياء التي أمر
عليها كل يوم في طريقي لمواجهة العالم .. كنت أحلم أن ألتقيكَ في محطة ما .. في زمن
ما ......
هو -.............؟!!
هي – ومنذ بدأت افهم سرّ غضب الآخرين ، عندما أنتزع الاقنعة عن وجوههم المحنطة .. وأنا
أحلم أن استيقظ ذات صباح .. فأجد العالم غير العالم .. والناس غير الناس .. وابتسم عن
رغبة حقيقية .. وانطلق لمعانقة الأشياء دون حذر ...,
هو-..............!!
هي- وعندما أتيت كعائد حرب يعرف جيدا طريقه .. لم أتمكن من تمييز ملامحك بدقة ..
فأوشكت ان اتحسس ملامحك بأصابعي .. في لحظة إندهاش .....!!
هو-..............!!؟
هي – حاولت أن اقنع نفسي بأنك محارب , مهنتك حمل السلاح .... تفجير الاشياء فنّ اعتدت
أن تمارسه بكثرة ... ولأنني لم أعتد الثقة بالآخرين .. شككت بأنها مؤامرة تستهدف كل
الاشياء الجميلة الى أحلم بها كل ليلة ....
هو -...........!!!
هي – وبكثير من الجهد .. حاولت السيطرة على مشاعري وأحاسيسي .. لاعرف من أين كان
طلوعك فجأة في عالمي المتمدد على قنطرة الحزن .. وأبحث عن مخرج من كلماتك التي
كنت ترافقني اينما اتجهت ....!
هو-............؟!
هي- وازدحمت بك تماما .. بكلماتك .. برائحة تبغك التي كانت تتسلل الى داخلي دون عناء .
هو-.........!!!
هي- ومرة أخرى .. أحاول أن اقنع نفسي بأننا غرباء .. إلتقينا في محطة نائية مهدورة ..
استمر أنا الحديث عن أنفسنا .. أحزاننا .. وان موعد الرجوع الى الوطن يقترب.. فيصافح
كل واحد منا الآخر بكثير من الحذر .. وقد ننسى المصافحة فجأة..!
هو-.............؟!!
هي- ولكنني إكتشفت انني ضعيفة جدا .. وانني لم ابذل أي جهد لمقاومتك .. كنت أتكلم بعفوية
دون ادني تحفظ .. تماما .. كطفلة في الخامسة .. متلهفة لسماع اخبار الحرب . وعدد
المجروحين .. والبكاء بلا سبب يملؤها بين لحظة واخرى !!
هو-...............؟!!
هي- وماذا بعد أن التقينا .. ؟ ماذا بعد أن قررنا أن نصبح أصدقاء..؟ ماذا .. ماذا.. وألف ماذا
بعد أسمع ضجيجها من مسافات بعيدة .. أشمّ رائحتها بعد كل ريح فرح .. اميزها بعد كل
إنتصار..
هو-...........!!
هي- فقط .. لو كنت أثق أن شيئا ما سيستمر في مرافقتي حتى نهاية الطريق .. لاستطعت ان
احرث ضمير كل المزيفين الذين يصافحوننا بابتسامة .. ويلوكون سيرتنا في الخفاء ..!
هو-...........!!
هي- ولكنني اعتدت فقدان الاشياء التي احتاجها بكل سهولة !!
هو-.......................؟!
هي- هذيانك عذبني .. ايقظني .. أفقدني القدرة على النوم والكلام ضيعني في دنياك المجهولة..
هو-...........؟
هي – نعم .. بدونك يظل الحزن والاحساس بالفقدان .. هو القاعدة ..وكل ما عدا ذلك إستنثاء..
هو-.....................!!
هي-..........................؟؟
هي -............!!
هو _ أنت بالضبط ألموجة التي إنتظرت وصولها طويلا لتحملني الى شواطئ أخرى حلمت بها منذ زمن بعيد
هي _ .......!
هو – نعم .. انت بشارة الفرح .. ووردة الحلم الآتي ...
هي-.................!!! |