يا أنت..!

 

بعدَكَ

أمواجي إنطفأتْ فوق سواحلِ,

هذا العُمر

وانطفأ الفيروز بشطآني,

واختبأتْ أصداف البحر

وهاجر عني فرحي فيكَ

ووردي عنكْ

بعدكَ

يبُسَ الريحان الطالعُ,

من زندي لكْ

ولأجلكْ

كانت تتفتح كل الأركانْ

ولوجهَك

كانت تعبُر كل طيور البرقْ

لكني الآن

وحدي أمشي في العتمةِ,

في بستان الأحزان,

يُحاصرني صُبّار الشوق...!

 

           ...

 

في إيوانكَ

ما كانت تعنيني كلُّ علاماتِ الاستفهامْ

كانت ضرباً من أوهام

ما كنتُ امام المرآةِ أقول:

لماذا

من أين.. وماذا بعد..?

ما كانت فلسفةُ الأشياءِ,

تُكوِّن بين يديَّ الرعدْ

كانت أيامي تيجاناً تلألأ

كانت برقاً يتشكلُ في حَدّي الأولْ

مطراً في حدي الثاني يتهيأ

زمني..?

ما كان له زمن غيرُكْ

يبدأ منك, وينمو فيكَ,

ويهجعُ حولك

ما معنى ان تتركني يا سيدَ نبضي,

بين الليلِ وبين الليلْ..?

 أبحث عن وجهكَ عن صوتكَ,

عن رنَّة اسمكَ تلك,

مثلُ صهيل الخيلْ

 

          ...

 

علِّمني بعدَ اليوم إذنْ

أسماءَ الغيم وأسماءَ زهور البَرّْ

علِّمني أهدأ,

كي أترنَّم بالصبْر

وأحاصر قلقي وجنوني

وحنيني لكْ

علِّمني كيف أعدُّ الأيامْ

بَعدكَ ثم انام

وأصلي كي يمتدَّ نهاري في ليلِكْ

علّمني, علِّمني

او لملمني في بهوِِكْ

 

 عُدْ

ما عدتُ أطيقُ البُعدْ

حتى لو شكّلَ في آخرهِ لي وطناً..!

وطني أنت

وكل الأشياء أمامي أو حولي

من بعدِكَ,

ليس لها معنى

عُدْ..!!

    

                   مازن شديد